إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
shape
شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
136201 مشاهدة print word pdf
line-top
استخراج الخلق من ظهر آدم وأخذ العهد عليهم

أخرج فيما قد مضى من ظهــر
آدم ذريتـــه كالـــــــــذر
هكذا جاء في حديث: أن الله استخرج ذرية آدم من ظهره كالذر وأخذ عليهم العهد، وأنه استنطقهم: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى والآية فيها كلام طويل آية الأعراف: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وفي قراءة ذرياتهم وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ إلى آخره، فيها كلام ذكره شارح الطحاوية وغيره.
أخرج فيما قد مضى من ظهـــر
آدم ذريتـــــه كالـــــــذر
وأخذ العهــد عليهـم أنــــه
لا رب معبـود بحـــق غــــيره
أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ يعني: معبودكم قَالُوا بَلَى هذا هو العهد الأول.
ثم بعد ذلك قد ينسون وقد يغفلون عن ذلك العهد الذي أُخذ عليهم وهو الفطرة؛ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ؛ فلأجل ذلك أرسل الله -تعالى- الرسل، يقول:
وبعد هذا رسلـه قــد أرســلا
لهم وبالحــق الكتــاب أنــــزلا
أي أنهم قد يغفلون عن ذلك العهد، وقد لا تدل فطرتهم على ما خلقوا له، وقد يغير فطرتهم من يربيهم، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم - كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء ؛ يعني أنه يولد مستعدا لمعرفة ربه بفطرته، لو تُرك وتلك الفطرة لعرف الحق، وآمن به؛ ولكنه يأتيه من يغير فطرته، ويحرفها، ويصرفها؛ فلأجل ذلك أرسل الله -تعالى- الرسل،

line-bottom